تحسين الخط عند الأطفال مطلوب لأن للخط الواضح عموما والجميل منه خصوصا تأثير إيجابي عجيب على قارئه، فترتاح له نفسه قبل أن تسر عينه، حتى ولو كان ضعيف المضمون. ولأن الخط الرديء مشكلة كبرى يتذمر منها الآباء مع أبنائهم كما المعلمين مع تلاميذهم، فإن الآباء يعجزون عن متابعة الدروس مع أطفالهم بسبب عجزهم عن فك شيفرة المكتوب على دفاتر واجباتهم، كما أن المعلمين يعانون من قراءة وتصحيح الأوراق المكتوبة بخط رديئ سيء وغير مقروء، فليس ذلك بالأمر الهين إن لم نقل أنه أمر مؤلم ومعذب جدا لهم. وصدق الدكتور غازي القصيبي في كتابه “حياة في الإدارة” حين قال: “يوجِد الخط الرديء في نفس المصحح شعورا بالعداء نحو الطالب، أما الخط الذي لا يُقرأ فيوَلد رغبة لاشعورية في الإنتقام”.
تحسين الخط عند الأطفال يتم الآن عبر دورات تدريبية خارج فصول المدرسة، لأنه كثيرا ما لا تسمح مناهج تعليمنا بتطوير مهارة الخط بعد أن يتجاوز التلميذ مرحلة تعليمه في الروضة والسنة الأولى ابتدائي، والعديد من المناطق التي تعرف تقدما في جودة تعليمها مازال الكثير من متعلميها يعانون من مشكلة الخط الرديء. لذلك فإن تحسين الخط يعتبر من أوليات العملية التربوية وخاصة في مرحلة الدراسة الأساسية. ومن المؤكد أن غياب هذه الأولوية كان السبب المباشر في رداءة الخط عند الأطفال.
إليكم فيما يلي خمس طرق يمر منها تحسين الخط عند عند الأطفال ، هي بمثابة علاج لأسباب وجذور المشكلة، وهي معلومات مفيدة للآباء والمعلمين على حد سواء، تتضمن محاذير وإرشادات يجب الانتباه إليها قبل التذمر من خط التلاميذ.
1- الصحة العضوية:

2- الصحة النفسية:

مجموعة من العوامل النفسية لا تساعد الطفل بتاتا على تحسين الخط، منها ما يتعلق باضطرابات نفسية داخلية، مثل صعوبة نقل الإدراك بين اليد والعين، وصعوبة حفظ التجارب البصرية والنقص في إدراك المحيط الخارجي وتشخيصه، وغير ذلك من أعراض التخلف والأمراض النفسية.
ومنها ما يتعلق بمؤثرات نفسية خارجية، فمثلا تؤكد تجارب عدد من المعلمين أن كتابة عبارة ( حسّن خطك ) على دفاتر المتعلمين تؤدي بهم إلى الإحباط والمزيد من الفشل، في حين أن ما يشعرهم بالثقة والأمل هو تشجيعهم ومنحهم مكافآت وهدايا والتعبير بلطف عن تحسن مستوى الخط لديهم، فمن البديهي أن عملية استرضاء المعلم تساعد في تشجيع المتعلم الطفل في تحسين خطه. كما أن وضع الطفل في جو من المنافسة مع أقرانه وإشعاره بالمشكلة التي يتقاسمها معهم تولد لديه دافعا للتغيير. وتكليف الطفل بنسخ فقرات طويلة يشعره بالملل والتعب وينعكس سلبا على خطه لأن إعادة النسخ طريقة لا تُجدي إذا لم يجد فيها المتعلم متعته وراحته، وينبغي توفير جو مشجع خال من التهديد أوالقلق والخوف، لأن فرض التدريب على الكتابة كنوع من العقوبة لا يولد لدى الطفل سوى النفور و الكره للدراسة كلها.
3- جودة خط المعلم وطريقة تدريسه:

لا يمكن تحسين خط الطفل إذا كان خط المعلم نفسه سيئا، فمعلم الخط (سواء كان ولي الأمر أو المدرس) يجب عليه أن يكون ملما بقواعد الخط وأصوله، لأن المتعلم يأخذ خط معلمه نموذجا للكتابة فيقتدي به، وينعكس ذلك بشكل مباشر على طريقة كتابته وشكل خطه. طبعا لأن تعليم الكتابة يتم عبر التدريب والنمذجة والمحاكاة، هذه الأخيرة تكون من قبل المعلم حيث يؤدي عمليا كل مهارة من مهارات الخط أمام تلاميذه، ومن ثم يقوم الطفل بتقليد المهارة، ومع التدريب يرتقي من المحاكاة والتقليد إلى الممارسة. وهنا ينبغي للمعلم كذلك أن لا يخلط بين تعليم الكتابة و تعليم الخط، فالكتابة مجالها تهجئة الكلمات و أصوات الحروف، أما الخط فمجاله طريقة رسم الحروف. كما يجب على المعلم أن يضبط قواعد تعليم الكتابة وتحسين الخط في علاقتها بالقواعد الأساسية التي تبنى عليها طرق التدريس.
4- أدوات الخط:
